أحبتي في الله يوم عرفة وما يوم عرفة كل من حولك يحرك وجدانك كل من حولك يحرك إحساسك إن كان القلب قاسيا والله يصير خاشعا تسمع هذا يبكي وهذا يشتكي وهذا يشجي فتقول سبحان الله من لهذه الحاجات سوى الله من لهذه الدعوات غير الله جاءوا إليه من بلاد بعيدة وقطعوها في أزمنة مديدة جاءوا بهموم لا يفرجها سواه وكربات لا ينفسها أحد عداه جاءوا وكلهم يقين في أنه ليس لحاجتهم أحد غيره وحق لهم ذلك لذلك أحبتي في الله وماهي إلا لحظات حتى يشأ الله عز وجل للعبد ينقضي موقفه وتغيب عليه شمسه ويأذن الله لأهل ذلك الموقف بالإنصراف وتأتي تلك الساعة العصيبة والله إنها لمن أمر الساعات في الحج وأعظم ساعة في الحج يتألم الإنسان فيها ساعة الإنصراف من عرفة لا يدري هل الله عز وجل قبل دعوته أم لم يقبلها لا يدري هل أجاب الله سؤاله أم لم يجبه لا يدري أمرحوماً أم محروماً لا يدري أيعطيه أم يحرمه فلذلك يبلغ بالإنسان من الشجى والأسى مالا يعلمه إلا الله أأفيض ربي فهل أنت راضي عني أم لست راضي عني يناديه بقلب متقطع منفطر رباه إن لم ترضى عني فارضى عني قبل أن أفارق موقفي يناديه بحسرة يناديه بقلب متقطع شوقاً إلى رحمة الله حتى لا يكون محروماً من عفوا الله وفضل الله لذلك أحبتي في الله ساعة مؤلمة ساعة تهز وجدان المؤمن حينما. يتذكر أنه ينصرف من ذلك الموقف ولذلك كان بعض السلف إذا حضرت ساعة النفر من عرفة والدفع منها يشتد بكاءه ويعظم تضرعه إلى الله تبارك وتعالى وقال بعضهم والله لو نادى منادي الله في أهل هذا الموقف لهم قد غفرت إلا واحدا لعددت نفسي ذلك الرجل. حتى إذا سرت بين الشعاب وسرت بين تلك الوهاد فلا إله إلا الله كم يسير عليها عبد كيوم ولدته أمه من ذنوبه لا إله إلا الله يدفعون من عرفات دخلوها مثقلين يخرجون منها من الذنوب والخطايا مغسولين ما أعظمه من فضل لا إله إلا الله يسيرون بين تلك الشعاب يسيرون بين تلك الأودية كيوم ولدتهم أمهاتهم ما نظر الله إلى سيئات مضت ما نظر الله إلى ما ضيهم ، يسيرون بين تلك الشعاب يسيرون من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم مغسولين مطهرين مرحومين فيا لله كم دعوة كتب لصاحبها سعادة لا يشقى بعدها أبدا ويالله كم دعوة كتب لصاحبها رحمة لا يعذب بعدها أبدا يسيرون بين تلك الشعاب العزيزة عند الله بقلوب مليئة بإجلال الله لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
يحسون معناها ويتلذذون حلاوتها ويصيبون فضلها وبغيتها ثم إلى المشعر وعند المشعر يفيضون إليه بقلوب مغسولة مليئة بالخشوع مليئة بالإنابة والخضوع قلوب تعظم الله تبارك وتعالى كيف وقد خطت الخطايا كيف وقد غسلت الرزايا يقفون بالمشعر حتى إذا شاء الله عز وجل لهم منسكهم فصلوا فجرهم ووقفوا موقفهم فأنابوا وتضرعوا ورفعوا الأكف إلى الله ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار يحسون بهيبة المشعر وجلال ذلك الموقف يقفون وكلهم شوق إلى رحمة الله بعد أن أفاضوا وأنابوا إلى ربهم ولرحمته أصابوا.
ثم إلى منى ومن منى إلى البيت العتيق ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق ثم الأيام المباركات الأيام المعدودات ذكر وشكر واستغفار وتعظيم للعظيم القهار أيام منى أيام الذاكرين أيام الشاكرين أحسوا بأن الله أصابهم برحمته وأصابهم بعفوه ولطفه فأخذت الألسن لا تفتر عن ذكره وشكره وحق لها والله بعد أن أصابت رحمت الله أن تثني على وكيف لا تثني عليه وقد أعطاها عطاء هو العطاء في الدنيا فليس هناك عطاء أعظم من أن يغفر الله ذنبك وأن يضع عنك وزرك وهي المنة التي أمتن الله بها على عباده وذكرها منة على خير خلقه صلوات الله وسلامه عليه إلى يوم الدين وفي منى تلك الساعات الطيبات تلقى فيها الوجوه مضيئة تلقى فيها الوجوه مشرقة من آثار العبادة تلقى فيها إخواناً لك في الإسلام تلقى لك إخواناً لك في الدين لم يجمعك بهم حسب ولا نسب ولم تجمعك بهم قربى بل لم ترهم عينك من قبل قط ولكن ترى وجهه فتعلم أنه يشهد أن لا إله إلا الله فتحبه وتسلم عليه وتهنيه برحمة الله عليك وعليه يا أحبتي في الله أيام منى أيام جمع للمسلمين لا يليق بالمسلم وهو يسير أمام إخوانه إلا ومفشياً للسلام ومحسناً لهم بالإجلال والإكرام إذا ضاعت إخوة الإسلام أيام منى وأنت مع إخوانك الطيبين المباركين الذين أصابهم الله برحمته فأين توجد أخوة الإسلام لذلك أحبتي في الله إنها الأيام الطيبات أيام تتلذذ فيها الأسماع بالتكبير والتحميد أين المكبرون أين الحامدون أين المهللون أين الذاكرون لقد كان الحج منذ أعوام يسيره كنا إذا مضينا إلى الجمرات والله ثم والله لا يفتر سمعك عن ذكر الله الله أكبر ترتج بها أسواق منى وترتج منها خيام منى فاين تلك الصفوة المباركة ما بلنا قد نسينا شرعنا ما بالنا نظرنا إلى هذا الحج وكأنه طقوس لا معنى لها لذلك أحبتي في الله حق لمن وقف بها وحق لمن نزل إليها أن يرفع لسانه بالتكبير إعظاماً للعلي الكبير وشكراً للعزيز الغفور بذلك أحبتي في الله وبعد ذلك وما بعد ذلك يصير العبد إلى آخر مرحلة من حجه وهي طواف الوداع وهي اللحظة الأخيرة التي يودع فيها الإنسان بيت الله الحرام يودع فيها دار السلام يطوف بذلك البيت لكي يكون آخر عهده بالبيت طوافا ولطواف الوداع حلاوة ولطواف الوداع لذة وطلاوة طواف الوداع يذكرك بفضل هذه المنازل( وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها وأرضاها أنها قالت : كان الناس يصدرون من فجاج منى وعرفات ) كان الناس يصدرون يعني يخرجون إلى ديارهم ويرجعون إلى أمصارهم من فجاج منى وعرفات فأمروا أن يجعلوا آخر عهدهم بالبيت طوافا فإذا طاف الإنسان طواف الوداع طافت به أشجان وأحزان لأن العبد الصالح من أقسى ما يؤلمه وأشد ما يجده في دينه إذا فارق الطاعة والعبادة ، ولذلك كان بعض السلف إذا كانت آخر ليلة من رمضان جلس يبكي ويقول ألا ليت شعري من هو المحروم فنعزيه ألا ليت شعري من هو المقبول فنهنيه .
فالإنسان إذا قضى عبادة وانتهى من حجه فإنه لا يدري أقبل الله حجته أم لم يقبلها وإن كان الظن بالله حسن ، فو الله لو عاملنا الله ما نحن أهل ما طمعنا في شيء ولكن هو رحمته وهو حلمه ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : ( لن يدخل أحد منكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ) فما هذه العبادة التي قمت بها وما هذا الموقف الذي وقفته وما هذه الجمرات التي رميت وما هذه الليالي التي بت في جنب نعم الله وفي جنب منن الله وفي جنب فضائل الله وإحسان الله بي ، فتأتي تلك الساعة وهو يحتقر العبادة إياك ثم إياك أن يأتي عليك ذلك الطواف وأنت تدلي على الله بالعمل إياك ثم إياك أن تحس من النفس غرورها أو يلتهب في النفس شرورها فتقول أنت العبد الصالح ها قد أديت فريضة الله ها قد فعلت وها قد فعلت لا ، إنها ساعة الفراق التي يمتلئ فيها القلب ذلة لله عز وجل وطمعاً أن يتقبل عمله ولذلك حضرت الوفاة عبدالله بن عمر كان عبدالله بن عمر صحابيا جليلا حتى ورد في بعض كتب السير كما في الحلية وغيرها
أن النبي صلى الله عليه وسلم بشره بالجنة من صلاحه رضي الله عنه وأرضاه وكان إذا رأى عبداً يصلي ويكثر الصلاة أعتقه لوجه الله قالوا له إنهم يخدعونك بكثرة الصلاة قال من خدعنا لله إنخدعنا له هذا الصحابي الجليل حضرته الوفاة فجلس يبكي فجاءه إبنه سالم وقال يا أبتاه ألم تكن كذا وكذا وكذا يذكره بما كان عليه من صحبة النبي صلى الله عليه وسلم وأكثر عليه بذكر الفضائل التي فضله الله عز وجل بها حتى أكثر عليه فقال رضي الله عنه : أجلسوني ثم قال يا بني أتدري ممن يتقبل الله ؟ ( إنما يتقبل الله من المتقين ) ما عدا نفسه شيء إنما يتقبل الله من المتقين إذا كان هذا عبدالله بن عمر فكيف نحن نطمع بحسناتنا وصالح أقوالنا وأفعالنا وما يدري العبد لعل ذنباً أصابه أوجب عليه سخطاً لا رضا بعده ولعل كبيرة أصابها و لعل عبداً من عباد الله ظلمه بمظلمة لم يقبل الله عز وجل عليه بعدها والأمور مردها إلى الله عز وجل إلى الله مرجعكم جميعاً فينبئكم بما كنتم تعملون ما أحد يدري هل قبل الله العبادة أم لم يقبلها لذلك فإن الإنسان في هذه اللحظات يوصى باحتقار العمل ولذلك قال العلماء إن احتقار العمل من مظان القبول إذا جاءت هذه اللحظة وصدرت عن البيت وكلك شوق ورحمة وحنين أن يرحمك الله بقبول الحجة وناديه وناجيه وقل يارب إقبل حجتي واغفر ذنبي وضع عني إصري أدعوه دعاء المضطر أدعوه دعاء المستغيث المستجير به جل شأنه حتى إذا انتهيت من ذلك فأجعل في نفسك طمعاً عند الله ألا يجعله آخر العهد ببيته .
ذكر الحافظ بن حجر رحمه الله عن بعض السلف أنه وقف بالمزدلفة بالمشعر وقال والله الذي لا إله إلا هو لي ثلاثون عاما أسأل الله ألا يجعله آخر العهد بهذا الموضع وقد استجاب الله دعوتي وإني لأستحيي أن أسئله هذا العام فرجع فقبضه
الله عز وجل . ولذلك من طمع في أن الله عز وجل لا يجعلها آخر حجة فإن الله كريم قد لا يخيبه في طمعه، فاجعل في نفسك حنياً ألايجعلها آخر العهد ببيته وألايجعله آخر العهد بطاعته حتى إذا رجعت إلى الديار وأقبلت على الأمصار عندها تذكر مابينك وبين الله من العهود تذكر مابينك وبين الله من المواثيق وقل بلسان الحال والمقال توبة نصوح لاذنب بعدها إن شاء الله .
قال بعض العلماء من علامة قبول الحج أن يكون العبد بعد الحج أصلح منه حالاً قبل الحج .
ياعبدالله إذا لبيت لله فاعلم أنك قد عاهدت الله على توحيده فإياك أن ترجع والعياذ بالله ، بالله مشركاً إياك بعد أن ناديته وتشرفت بالوقوف بين يديه وناجيته أن تستغيث بأحدٍ سواه اوتستجير بمن عداه فقد وجدته حليماً رحيماً ووجدته جواداً كريما فإلى أين تصد إلى أين تعرض فلذلك اجعله عهداً بينك وبين الله ألامعاذ ولاملاذ ولامنجا ولاملجا من الله إلاإلى الله إجعله عهداً مؤكدا واجعله عهداً موثقا أن تكون على استدامة وطاعة واستقامة إلى لقاء الله تبارك وتعالى إذا كنت بالمعاصي مبتلى فخذها طريقاً إلى التوبة النصوح خذها حجة تمنعك وتحجبك عن معاصي الله عزوجل فقد حللت به ضيفاً وضيف الله يستحي من الله ، فبعد أن أقدمك الله إلى هذه الديار وتشرفت بذكر العظيم القهار عندها ترجع عبداً صالحاً تقياً ورعاً .
اللهم إنا نسألك أن تيسر لحجاج بيتك الحرام حجهم ، اللهم يسر لهم حجهم ، اللهم ارحم ضعفهم ، اللهم ارحم غربتهم ، اللهم ارحم فقرهم ، اللهم ردهم إلى ديارهم سالمين غانمين رابحين ، اللهم ردهم إلى ديارهم مرداً جميلاً اللهم ردهم إلى ديارهم مرداً جميلاً وهب لهم عملاً صالحاً مباركاً جليلا برحمتك يا أرحم الراحمين،
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تؤمنهم في حجهم بأمنك اللهم أمنهم في حجهم بأمنك ، اللهم أمنهم في حجهم بأمنك ، اللهم اللطف بهم حضرأ وسفرا ، اللهم اللطف بهم حضرأ وسفرا ، اللهم ادفع عنهم الوباء وازل عنهم الشعث والعناء ، اللهم أزل عنهم الوباء واجعلهم في صحة وعافية وبلغهم رضوانك يارب العلمين .
اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا ولمن له حق علينا ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات . سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمدلله رب العالمين .
انتهت المحاضرة .
والآن إلى الأسئلة
الأسئلة
السؤال الأول :
س ماحكم من حضر عرفة وجمرة العقبة ثم سافر إلى بلده بدون باقي المناسك ؟
الجواب : بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه من والاه ..أما بعد :
اعلموا رحمكم الله أن المقصود من الحج أن يحقق الإنسان طاعة الله عزوجل ويترسم هدي النبي صلى الله عليه وسلم بفعل المناسك على الوجه الذي يرضي الله ومن ثم ، فإنه من الخطأ كل الخطأ التساهل في المناسك
والنظر إلى وجود جبرانها ولذلك كان من الخطأ ترك المبيت ورمي الجمار ، فمن فعل هذا فعليه دم لتركه المبيت
وهل ذلك لكل ليلة بحسبها ؟ أم أن جميع الليالي تعتبر ليلة واحدة ؟ وجهان للعلماء
أما الأمر الثاني ( رمي الجمار ) فعليه دم أيضاَ على ترك رمي الجمرة ، لإن رمي الجمار في باقي أيام التشريق التي تلي يوم العيد واجب ماعدا يوم النفر الذي يخير ألإنسان فيه بين التعجل والتأخر . وبناءً على ذلك ، فإنه يلزمه دم
وهنا مسألة :أحب أن أنبه عليها : بعض الناس يفعل المحظورات فيقال له لاشيئ عليك إلا أن تذبح دماً .
لا ، من ترك واجباً من واجبات الحج عليه أمران ، أحدهما التوبة والندم والاستغفار وهذا أمرٌ مهم جداً يغفل كثيراً في الفتاوى ، أولاً الندم والاستغفار , لإنه ترك أمراً أوجب الله عليه فعله ، أما الأمر الثاني ضمان ذلك الحق وذلك بالدم الذي يسمى دم الجبران . فليس كون وجود الدم يعفي الإنسان من وصول الإثم عليه ، ينبغي على الإنسان أن يتوب إلى الله وان يستغفر الله وإذا قصر في واجب من واجبات الحج دون أن يعذر عليه أن ينيب إلى الله وان يستغفر الله لأنه نوع استخفاف بشعيرة من شعائر الله والله تعالى أعلم .
س هل يتكرر على الحاج الدم مع تكرر موجبه ممن ترك واجباً أو غيره ؟
جواب : هذه المسألة فيها تفصيل إذا كان الواجب أو المحظور إذا ترك الإنسان شيئاً متحداً من جنس واحد ،
مثلاً في محظورات الإحرام لو تطيب فإنه لا يخلوا إما أن يكرر هذا الموجب مع اتحاد الجنس أو يتعدد الموجب فقولك وجوب الدم إذا ارتكب الإنسان محظورا من جنس واحد وكرره وجبت عليه فدية واحدة ، مثلا تطيب أربع مرات تطيب المرة الأولى الساعة الثانية المرة الثانية الساعة الثالثة الرابعة الخامسة فإذا كان مافتدى عن الطيب الأول يفتدي بفدية واحدة عن الأربع لأنها من جنس واحد كما لو جامع في نهار رمضان أكثر من مرة في يوم واحد فإن عليه كفارة واحدة هذا بالنسبة إذا كان اتحد الموجب . و أما إذا كان اختلف النوع ومن أمثلة ذلك : أن يكون مثلا أصاب طيبا وحلق شعرا وقلم أظفاره فللشعر فدية وللطيب فدية ولتقليم الأظفار فدية لأن كل نوع منها مستقل أما إذا اتحدت الأسباب وكانت من جنس واحد فإنه ولو تعددت فإنه تجب فدية واحدة ويجب أيضا دم واحد .والله تعالى أعلم .
س :سائل يقول أنا من سكان جدة وذهبت للعمل في مكة يوم السابع من ذي الحجة وفي صبيحة يوم عرفة أحرمت من منى بنية حج مفرد فهل يصح ذلك ؟
جواب : هذا فيه تفصيل إذا كان الشخص قد خرج من جدة للعمل في مكة في أيام الحج فلا يخلوا حال خروجه من حالتين: إما أن يخرج وفي نيته أن يحج ذلك العام فحينئذ يجب عليه أن يحرم من جده لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : فمن كان دون ذلك فإحرامه من حيث أنشأ ، فهذا أنشأ الحج من هذا الموضع فوجب عليه الدم في هذا الموضع وأما إذا كان قد خرج من جده وهو على إحدى حالتين : الحالة الأولى أن يقول لا أريد أن أحج وليس في نيته الحج . الحالة الثانية متشكك كأن يكون لا يدري هل يسمح له أو لا يسمح ففي هاتين الحالتين يجوز له الدخول فإذا عقد العزم أحرم من موضعه الذي عزم فيه ولا دم عليه . والله تعالى أعلم .
س : سائل يقول هل للشيخ أن يخبرنا أو ينبئنا عن مواضع التكبير والتلبية والدعاء في الحج ؟
جواب : أما بالنسبة للتلبية : فإنه يسن الإكثار منها ولذلك ورد في حديث إبن ماجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من مسلم يضحى لله {الضحى ، أول النهار }، ما من مسلم يضحى لله يلبي فتغيب عليه الشمس إلا غابت بذنوبه فرجع كيوم ولدته أمه ) يعني إذا استدام التلبية وورد عنه عليه الصلاة والسلام أيضا في حديث إبن ماجة أنه قال ) ما من مسلم يلبي إلا لبى ما عن يمينه ويساره من حجر وشجر ومدر حتى تنقطع الأرض ) فكل شيء يحب ذكر الله عز وجل من الجمادات وغيرها من مخلوقات الله عز وجل ولكن ما أقسى الثقلين فلذلك يسن للإنسان أن يكثر التلبية على كل حال أن يستديمها وأن يكثر منها وهي ذكر مشروع والسنة أن يرفع صوته بها ولذلك قال صلى الله عليه وسلم ( الحج : العج والثج ) العج رفع الصوت وذلك بالتلبية والنسك ، وأما الثج فهو نحر الأضاحي فهو نحر الهدي وذلك لمن كان متمتعا أو قارنا . فالمقصود أن الإنسان بنبغي أن يكثر من التلبية .
وأما التهليل والتكبير : فهو واسع للحاج يجوز له أن يهلل يوم عرفة كما ثبت في الصحيح من حديث أنس رضي الله عنه وأرضاه أنه قال : غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عرفة فمنا الملبي ومنا المهلل ومنا المكبر ) فدل هذا على أنه يسن أن يذكر بالتلبية وأن يذكر بالتهليل وأن يذكر بالتكبير .والله أعلم.
لكن بالنسبة للتكبير يكبر عند رمي الجمار ويكبر مع كل حصاة لأنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويكبر أيام منى وذلك إحياء لذكر الله في ذلك الموضع المبارك كما أمر الله تعالى بذلك في قوله :( واذكر الله في أيام معدودات ) فينبغي للحاج أن يشتغل بالذكر والتكبير في هذه الأيام وهذه سنة كما قلنا أضاعها والله كثير
إذا مضيت في شوارع منى وفي أسواقها فارفع صوتك فما جعلت منى إلا لهذا الصوت ما جعلت إلا لإجل هذا التكبير تكبر الله تحمد الله تهلل الله تجل الله عز وجل حق إجلاله . و الله تعالى أعلم .
يـــتـــبـــع