الأصم متى يتكلم

موضوع: الأصم متى يتكلم الخميس مايو 08, 2008 2:59 am

مفهوم الصمم :

يمكن تعريف الصمم بأنه عدم القدرة على سماع الأصوات وفهمها, والأصم هو الشخص الذي فقد حاسة السمع أو قدر منها, وهناك تعريف آخر للأصم ( فكل من ولد ولم يكتسب لغة التخاطب في المحيط الذي يعيش فيه بطريقة طبيعية بسبب فقده القدرة على السمع).

فهو أصم من خلال ما سبق يكون مفهوم الأصم هو الشخص الذي يعاني فقداً في السمع إلى درجة تجعل من المستحيل عليه فهم الكلام المنطوق مع استعماله المعينات السمعية ( السماعات ) أو بدونها.

الكلام :

مشكلة هامة تواجه الطفل في أول حياته فهو يرى ويسمع ويشعر بفطرته, ولكن كل طفل عليه أن يتعلم الكلام وأن يجيده... فإجادة الكلام من مستلزمات الشخصية الكاملة القادرة على الفهم والإفهام في الحياة.

فقد أصبح البيان اللساني اليوم ركناً من أركان الاجتماع تؤدى به أمور هامة ومصالح كبرى فهو عدة المحامي في ساحة القضاء والمدرس في قاعة الدرس, والخطيب يهز أعواد المنابر والتجار في ميدان البيع والشراء.

وقد لاحظ علماء التربية أن الإنسان يتكلم أكثر مما يعمل وأنه ينال بلسانه أكثر مما يناله ببنانه.

وليست الدعوة إلى إجادة الكلام وليدة اليوم, ولكن الله سبحانه وتعالى بينها في محكم آياته فأوجب على قاري القرآن تجويده وحسن ترتيله ( ورتل القرآن ترتيلا ) الأية...

كما أن الأولين ضمنوها فلسفتهم الخالدة فقالو : المرء بأصغريه ( قلبه ولسانه), وفقد ملكة الكلام أشد خطراً من فقد نعمة البصر... فالنبوغ بين العمي كثير الاحتمال نادر بين الصم وإن كانو مبصرين, والأصم الأبكم قد يهديه تفكيره إلى الاستعانة بغيره ليفصح عما تكنه نفسه.

لقد بلغت الدراسات اللغوية واللسانية الخاصة بالمعوقين سمعياً القمة, عندما اتخذت لنفسها مساراً يوفق بين الاعتبارات النفسية, والاعتبارات الاجتماعية, أي بين حاجة الأصم الخاصة للتواصل مع المجتمع, وحاجة المجتمع لبناء منظومة الاتصال التي تساعد المعوق سمعياً على اتباع حاجته إلى اللغة, وتمكينه من اختراق حاجز الصمت والعزلة وصولاً إلى مرحلة التعليم الأساسي وما يليها من بغية الاندماج في عالم يسعى بكليته إلى تحقيق شعار التعليم للجميع من أجل تنمية دائمة.

فالطفل الأصم يمر في مرحلة تعلم الكلام بنفس المراحل تعلمم الكلام بنفس المراحل التي يمر بها الطفل العادي.

فهو بداية يتعلم إصدار الأصوات المختلفة ثم يضبط صفات الصوت العامة من شدة ورخاوة.

وطول إيقاع ونغم وزمن, ثم ينتقل إلى مرحلة التدريب على الكلام بطريقة تقرب من الطريقة العادية في ضوء درجة الإعاقة, وصولاً إلى الهدف المتوخى.

وبهذا ينتقل الأصم عبر خطوات مدروسة ومتوازنة, من عالم الصمت الضيق المطبق إلى دنيا الكلام الرحيبة, ويزال من أعماقه ماران عليها من آثار الإحباط النفسي, وعوامل القلق والعزلة الاجتماعية التي تحصره في زوايا الإعاقة وظروفها القاسية, وبذلك يصبح الأصم في مدارج تعلمه ورعايته رمزاً حياً للعطاء الاجتماعي الحيوي دليلاً واعياً للإعجاز بعيداً عن سلبيات العجز والحرمان.

زائر

الحمد لله مما بتلاهم به.

جزاك الله خيرا وسلمت يداك.